استنكار العملية الإرهابية في السلط

2018-08-14


استنكرت جمعية نساء ضد العنف العملية الإرهابية الجبانة التي قامت بها خليّة إرهابيّة في مدينة السلط و أسفرت عن ارتقاء أربعة شهداء من مرتّبات القوّة الأمنيّة المشتركة التي داهمت الموقع، بعد أن سطّروا مثالاً يحتذى في الشجاعة والبطولة، والدفاع عن ثرى الوطن.
وأكدت الجمعية على أن الخلية الإرهابية هم قاتلون إرهابيون معتدون قتلوا النفوس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، فيجب ملاحقتهم ومتابعتهم فى كل الأماكن، واستئصالهم يحقق الرد العام والخاص، إن الإسلام دين الفطرة والرحمة والرأفة والأمن والسلام، لذا يحث المسلمين على الابتعاد عن كل ما يفضي إلى الإخلال بشيء من ذلك، أو يسبب العنف والإرهاب واستخدام القوة، بل إن الإسلام حرم أي اعتداء على نفس الإنسان بواسطة الإنسان نفسه، حيث حرَّم الانتحار، يقول الله تعالى: )وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم )من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سُمًا فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردَّى من جبل، وقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا.
هذا اعتداء الإنسان على نفسه بقتلها، حرَّمه الإسلام، وجعل عقوبته الخلود في النار، فما بالك بإزهاق الإنسان أرواح الآمنين الآخرين، واستخدام العنف والإرهاب ضدهم ، لقد نبذ الإسلام العنف والإرهاب كل النبذ، ورفضه كل الرفض، وحذر من أخطاره الأليمة وعواقبه الوخيمة، وحتى ولو كان على سبيل المزاح، عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه (أن رجلًا أخذ نعلَ رجل فغيبها – أي أخفاها – وهو يمزح، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تروِّعوا المسلم، فإن روعة المسلم ظلم عظيم).
‏ وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا) وفي حديث ثالث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه الله تعالى يوم القيامة) وفي حديث رابع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي، وإن كان أخاه لأبيه وأمه ) وفي حديث خامس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار) إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
ولفتت الى أن الإسلام حرص كل الحرص في عقيدته وشريعته على أن تقوم العلاقات الاجتماعية بين الناس على التعاون على البر والتقوى والابتعاد عن الإثم والعدوان، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) كما أكد الإسلام حرمة الدم البشري، فحرم سفكه إلا بالحق، لا فرق بين إنسان وإنسان، قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ‏ وقال رسول الله: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة) وعظم حرمة النفس البشرية، وجعل الاعتداء عليها اعتداءً على النفوس كلها، لأن الحياة واحدة، كما أن مَنْ حمى نفسًا واحدة فكأنما حمى النفوس كلها، قال تعالى: (ِمنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ).
‏ وشددت على إن حرمة مال المسلم كحرمة دمه وعرضه، فلا يجوز أخذ شيء من ماله أو سكنى بيته أو متجره، أو الاستيلاء على شيء من ذلك بالغصب، وانتزاعه بالقوة ، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ظلم قيد شبر طوّقه من سبع أرضين) ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه).
فهؤلاء المقتولون من شرطة وجيش ومدنيين هم شهداء أحياء عند الله وأن هذا العمل الإرهابي الإجرامي الجبان لن يزيد المجتمع والأجهزة الأمنية إلا تماسكا وعزما وإصراراً على المحافظة على ارادة المجتمع في الحفاظ عليه من أي محاولات وعمليات تستهدف زعزعة أمنه واستقراره وعلى مساعدة ومؤازرة الأجهزة الأمنية على أداء واجبها المقدس في الحفاظ على أعراض وأموال وأرواح المواطنين.
ونؤكد أنّ نشامى أجهزتنا الأمنيّة تمكّنوا خلال العمليّة من إلقاء القبض على خمسة إرهابيين، وقتل ثلاثة آخرين، ينتمون إلى خليّة إرهابيّة يشتبه بتورّطها في حادثة الفحيص، التي استهدفت دوريّة مشتركة لقوات الدّرك والأمن العام، وأسفرت عن استشهاد أحد مرتّبات الدوريّة، وإصابة ستّة آخرين بحسب ما صرحت به وكالاتنا الرسمية ان الاعتداء المدان يأتي امتدادا لسلسلة اعتداءات إرهابية سابقة تستهدف أمن واستقرار المملكة ، حيث ان هذه الهجمات الإرهابية والتي تسعى دائما لإخلال بالأمن والاستقرار الذي ينعم به موطنا عن غيره من الأوطان.
ونادت الجمعية من خلال هذا البيان الى تكامل الجهود وتلاقيها في مواجهة هذه العمليات الإرهابية غير الانسانية ، وضرورة احترام واتباع الشرائع السماوية بألا يتقاتلوا ولا يعينوا قاتلاً ولا يشتركوا في قتل احد من البشر، تحقيقا لقوله تعالى في كتابه العزيز: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
ودعت الجمعية الأجهزة الأمنية الأردنية وبالتعاون والتكاتف مع القوات المسلحة الباسلة، لتظل على الدوام وكعهدها، الحارس الأمين على أمن الوطن، الواقفة على حماه بعزم لا يلين، نهجها البذل والتضحية والعطاء، في ظل جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله وحفظ الوطن واحة للأمن والاستقرار، وحصناً منيعاً شامخاً في ظل الراية الهاشمية، مع الدعاء للباري عز وجل بأن يسكن شهدائنا الأبطال في عليين مع الصحابة والأبرار، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يكتب الشفاء العاجل للمصابين.
 
رئيسة #جمعية_نساء_ضد_العنف 
خلود خريس 

جمعية نساء ضد العنف-عمان
P.O.Box 954172
Amman 0000 Jordan
تليفون:96265541516
فاكس:96265541517
البريد الالكتروني: info@womenav.org
الموقع الالكتروني: www.womenav.org