جمعية نساء ضد العنف تستنكر الهجوم الإرهابي في 29 تشرين الأول 2018 هو هجوم انتحاري ذو طابع نسائي استهدف قوات الأمن التونسي، أصيب 9 أشخاص بجروح بعدما فجرت امرأة نفسها الاثنين، في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في تونس، قرب سيارات للشرطة، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية التونسية.
وقال متحدث باسم الوزارة، يدعى سفيان الزعق، لوكالة فرانس برس، إن تسعة أشخاص أصيبوا بجروح، بينهم ثمانية شرطيين إضافة إلى وفاة شخص المرأة الانتحارية.
ونؤكد من خلال جمعيتنا ان الاعتداء الإرهابي المدان يأتي امتدادا لسلسلة اعتداءات إرهابية سابقة تستهدف أمن واستقرار الجمهورية التونسية ، حيث ان هذه الهجمات الإرهابية والتي تسعى دائما لإخلال بالأمن والاستقرار حيث تتعدد الأوجه، وتختلف الوسائل، والنتيجة واحدة، هي أن الإرهابيين ومنظّماتهم يريدون تحويل حياة الناس إلى جحيم، وتغيير المجتمعات وفق معتقداتهم ورؤيتهم التكفيرية. منذ أن ضَيَّق العالم عليهم الحصار لجأوا إلى الخداع والحيل "الاستغلالية" عبر استخدام الضعفاء والنساء والأطفال والمعوّقين والمختلين عقلياً في تنفيذ عمليات انتحارية ، خصوصاً أن نظرة الشك في المجتمعات العربية تتلاشى عندما يتعلق الأمر بعبور طفل أو امرأة، وهو ما منح الإرهابيين فرصة اختراق الحواجز، ما فاقم الظروف الأمنية والإنسانية وبث الرعب والخوف في قلوب الناس.
إن استخدام النساء والأطفال في العمليات الانتحارية أكبر دليل فاضح على "وحشية" و "إجرامية" تفكير تلك المنظمات الإرهابية في التعامل مع كل من حولها برغبة انتشار دوامة العنف وسفك الدماء.
كيف وصل الأمر بالمرأة التي هي عنوان الرحمة إلى التضحية بذاتها وأطفالها وأقربائها تحت مظلة الوفاء للإرهابيين؟ وكيف يعقل أن في مجتمعنا هذا النموذج لمرأة أفضى بها التطرف إلى اندفاع جنوني تجاوز حدود الدين والمثل العليا والقيم الأسرية، بل التقاليد والعادات التي تؤطر المرأة بأطر خاصة فتحميها عندما تفتقد سلطة العقل المسيطر والموجّه لأفعالها
ونحن ندعو من خلال هذا البيان الى تكامل الجهود وتلاقيها في مواجهة هذه العمليات الإرهابية غير الانسانية ، وضرورة احترام واتباع الشرائع السماوية بألا يتقاتلوا ولا يعينوا قاتلاً ولا يشتركوا في قتل احد من البشر، تحقيقا لقوله تعالى في كتابه العزيز: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
جمعية نساء ضد العنف
خلود خريس